انتهى كأس العالم الأول بجنوب أفريقيا 2010 وتوج المنتخب الأسباني بطلاً لكأس العالم الـ 19 في التاريخ ، ومع نهاية المونديال هناك من تقمص دور البطل ، وهناك من كان السبب في الفشل ، سواء كان الفشل على المستوى الشخصي أو الفشل الجماعي .
الآن سنقوم بعرض من استطاع تقمص دور البطل :
1) الأسباني أندريس إنييستا
سيبقى هدف أندريس إنييستا في مرمى المنتخب الهولندي في الدقيقة 116 من عمر المباراة في ذاكرته وذاكرة الأسبان جميعاً ، خاصة وأن هذا الهدف السبب في فوز المنتخب الأسباني باللقب العالمي الأول ، ولكن مساهمة أندريس إنييستا مع المنتخب الأسباني في مشوار الفوز باللقب تتجاوز هذا الهدف بكثير .
إنييستا ساهم بشكل كبير في تفوق الأسبان خلال جميع المباريات التي شارك فيها إلى جانب زميله في خط وسط المنتخب وفريق برشلونة تشافي هيرنانديز لمنح المنتخب الأسباني الأفضلية على المستوى الهجومي في جميع المباريات ، وتمكن من إحراز هدفين أغلاهم هدف المباراة النهائية ، كما أنه تمكن من الحصول على جائزة رجل المباراة ثلاث مرات خلال اللقاءات السبع للمنتخب الأسباني .
2) الأسباني ديفيد فيا
جميع الأحاديث والأخبار قبل انطلاقة المونديال كانت تشير إلى ضرورة وجود المهاجم الأسباني فيرناندو توريس ، وأن يكون في كامل لياقته البدنية ومستواه المعهود حتى يتمكن من قيادة خط الهجوم الأسباني في العرس العالمي بجنوب أفريقيا 2010 .
وعلى الرغم من ذلك جاء الرد قوي من مهاجم فالنسيا السابق وبرشلونة بداية من الموسم القادم ديفيد فيا بعدما تمكن من إحراز 5 أهداف ، حقق بها جائزة الحذاء الفضي متفوقاً على كلاً من الهولندي ويسلي شنايدر والأوروغواياني دييغو فورلان ، وكان فيا قريب من معادلة رقم الهداف التاريخي للمنتخب الأسباني راؤول غونزاليس برصيد 44 هدف حيث كان يحتاج لهدف واحد لتحقيق ذلك .
3) الهولندي ويسلي شنايدر
وكان لاعب الوسط وصانع الألعاب للمنتخب الهولندي ويسلي شنايدر واحداً من أبطال هذه البطولة خاصة بعدما تمكن من قيادة المنتخب الهولندي إلى الدور الثاني من البطولة بنجاح في ظل غياب الجناح الطائر للطواحين آريين روبين ، ومن ثم إلى المباراة النهائية محرزاً 5 أهداف .
ويعد هدفي شنايدر في مرمى المنتخب البرازيلي هي أبرز لحظات توهجه الكروي في المونديال ، خاصة وانه مع نهاية المونديال كان يحتاج لهدفين فقط لمعادلة رقم الهداف التاريخي للمنتخب الهولندي في تاريخ نهائيات كأس العالم جوني ريب برصيد 7 أهدف .
4) الألماني يواكيم لوف
لم يكن المنتخب الألماني واحداً من المرشحين للفوز بلقب المونديال وحصوله على النجمة الرابعة خاصة مع غياب العديد من نجومه بسبب الإصابة وعلى رأسهم قائد الفريق مايكل بالاك ، سايمون رولفز ، كريستيان تراش ، والحارس الأول رينيه أدلر .
وتعرض لوف للعديد من النقد بسبب اختياراته خاصة بعدما استدعى لاعب بايرن ميونخ ميروسلاف كلوزه على الرغم من قلة مشاركاته مع فريقه وندرة أهدافه في الموسم الماضي ، كذلك ضمه للاعب كولن لوكاس بودولسكي ، ولكن بعد المستوى الرائع الذي قدمه اللاعبان مع المنتخب الألماني أكد لوف على أن اختياره للاعبين كان اختيار موفق ، خاصة وان اللاعبين تمكنا من قيادة الفريق الألماني إلى جوار اللاعب الشاب الصاعد بقوة توماس مولر لتحقيق انتصارات مدوية خلال تلك النهائيات أبرزها الفوز على إنجلترا في الدور ثمن النهائي (4/1) ، وعلى الأرجنتين (4/0) في الدور ربع النهائي .
5) النيوزيلندي ريان نيلسون
العديد من التساؤلات كانت وراء أحقية منتخب نيوزيلندا في التواجد في نهائيات كاس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، خاصة وأنها تأهلت من مجموعة تضم فيجي وكاليدونيا الجديدة وفانواتو ، قبل أن يفوز على منتخب البحرين في لقاء فاصل من مباراتين ، بقيادة رائعة من لاعبهم الأبرز ريان نيلسون .
وقدم نيلسون إلى جوار زملائه بطولة رائعة وفقاً لإمكانياتهم ، خاصة بعدما تمكنا من خطف تعادل مستحق أمام منتخب سلوفاكيا في المباراة الافتتاحية ، ومن ثم التعادل مع حامل اللقب منتخب إيطاليا ، على الرغم من أنهم كانوا أصحاب المبادرة ، قبل أن يجبروا منتخب باراغواي على التعادل بدون أهداف في آخر مباريات الدور الأول ، يودعوا المونديال بثلاث نقاط في المركز الثالث قبل حامل اللقب منتخب إيطاليا ، وكان لريان نيلسون تأثير واضح على زملائه وقيادتهم في الملعب .
كان هؤلاء عن الأبطال الـ 5 الأبرز في مونديال 2010 ، بينما تقمص دور الأوغاد أو الفاشلون التالي ذكرهم :
1) البرازيلي فيليبو ميلو
أصبح لاعب الوسط البرازيلي لفريق يوفينتوس الإيطالي أكثر الشخصيات كرهاً البرازيل ، وفي الوقت الذي يبقى كأس العالم في أذهان جميع اللاعبين المشاركين في هذه المناسبة الكبرى ، إلا أن ميلو سيسعى بكل قوة لنسيان هذا المونديال ، وذلك بعدما كان ميلو سبباً في خروج المنتخب البرازيلي من نهائيات كاس العالم 2010 أمام المنتخب الهولندي في الدور ربع النهائي .
ففي الوقت الذي كان فيه المنتخب البرازيلي متقدماً بهدف دون رد لروبينيو ، جاء ميلو ليحرز هدف التعادل للهولنديين بالخطأ في مرماه ، قبل أن يطرد من المباراة بعد تدخله العنيف على لاعب هولندا آريين روبين وضربه له بدون كرة ، ليصبح هناك أفضلية عددية للمنتخب الهولندي مكنته من اقتناص الهدف الثاني عن طريق ويسلي شنايدر ليتأهل المنتخب الهولندي إلى الدور نصف النهائي ، ويغادر المنتخب البرازيلي البطولة بفضل أخطاء ميلو في تلك المباراة .
2) الإيطالي روبيرتو روزيتي
وكان مدير عام مستشفي تورينو بإيطاليا روبيرتو روزيتي موضع الجدل والنقد قبل أن يتم استبعاده من تحكيم مباريات المونديال ، وذلك بعدما احتسب الهدف الأول للمنتخب الأرجنتيني في مرمى المكسيك في مباراة الدور الثاني والتي انتهت بفوز الأرجنتين بثلاثة أهداف مقابل هدف .
وكان الهدف الأول للمنتخب الأرجنتيني عن طريق كارلوس تيفيز والذي كان في موقف تسلل واضح وعلى الرغم من ذلك احتسب روزيتي الهدف الغير شرعي ، ليعجل بخروجه من المونديال .
3) الأوروغواياني خورخي لاريوندا
وسيظل لاريوندا صاحب الـ 42 عام من مونتيفيديو في ذاكرة الإنجليز للأبد بعدما لم يحتسب هدفاً صحيحاً للمنتخب الإنجليزي أمام منتخب ألمانيا في مباراة الدور ثمن النهائي والتي كانت من الممكن أن تغير مجرى المباراة ، أو على الأقل تمنع المنتخب الإنجليزي من الهزيمة القاسية التي تعرض لها بأربعة أهداف مقابل هدف .
الهدف الذي لم يحتسبه لاريوندا كان واضحاً وضوح الشمس خاصة بعد الإعادة التلفزيونية والتي أوضحت أن تسديدة لامبارد ارتدت من العارضة إلى داخل المرمى ، ولكن لاريوندا ومساعديه لما يشيرا إلى احتساب الهدف لتظل النتيجة وقتها بتقدم المنتخب الألماني بهدفين مقابل هدف واحد .
4) النيجيري ياكوبو إيجبيني
وكان المهاجم النيجيري ياكوبو إيجبيني واحداً من أسوأ اللاعبين النيجيريين بعدما لم يتمكن من الصعود بمنتخب بلاده إلى الدور الثاني من المونديال أمام كوريا الجنوبية في المباراة الأخيرة في المجموعة الثانية.
وذلك بعدما أهدر ياكوبو واحدة من أسهل الفرص في المونديال عندما وضع الكرة خارج المرمى الخالي من حارسه وهو على بعد 3 أمتار فقط من الشباك .
هذه الفرصة كانت كفيلة بتأهل المنتخب النيجيري إلى الدور الثاني خاصة بعد فوز المنتخب الأرجنتيني على نظيره اليوناني بهدفين دون رد في المباراة التي كانت تقام في نفس التوقيت في الجولة الأخيرة ، وانتهت مباراة نيجيريا وكوريا الجنوبية وقتها بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما .
5) الإنجليزي واين روني
كل المؤشرات والتقارير الإنجليزية كانت تشير إلى أن روني هو حامل آمال الإنجليز في هذه البطولة ، وأنه اللاعب الأبرز الذي من الممكن أن يقود منتخب إنجلترا للفوز بكأس العالم بعد غياب 44 عام ، ولكن جاء أداء روني في تلك البطولة مخيب للآمال فلم يتمكن من إحراز أية أهداف خلال المباريات الأربعة التي لعبها المنتخب الإنجليزي قبل أن يغادر البطولة من الدور ثمن النهائي أمام منتخب ألمانيا ، وبذلك تستمر العقدة التهديفية لروني خلال نهائيات كأس العالم فلم يتمكن من إحراز أية أهداف خلال بطولتي كأس العالم 2006 بألمانيا ، و2010 بجنوب أفريقيا .