إن كنت لا تعلم يا رئيس الوزراء فأنت في طامة ! وإن كنت تعلم فالطامة أكبر !
كلنا رأى وسمع تصريحات نوري المالكي وعلى مدى أكثر من اربع سنوات والتي كانت مترعة بالعنتريات والهوبزيات تشير إلى سيطرة القانون على كل البلاد والعباد اضافة إلى تأكيده المستمر على فقرة إن العراق بلد مستقل وله كيانه ورأيه واستقلاليته ورؤيته النابعة من عقول غير مسيطر عليها من الخارج !
فهو اما لا يعلم فعلا إن العراق مسيطر عليه سيطرة تامة من قبل دول القوات المتواجد فيه ودول الجوار والاقليمية خاصة ايران المجاورة , بل كل القيادات السياسية كان يمكن لهم إن يكونوا ضحية ادعاء كلب التفتيش الامريكي في حال اشتباهه في لحظة تفتيش البرلمانيين والوزراء ورئيسهم وهم مصطفون كل شخص منهم ينتظر إتيان دوره ليتقدم امام الكلب الامريكي ليجري عليه الفحص التام والتفتيش الرسمي !
وان كان كذلك اي انه لا يعلم بكل هذا الانحدار الذي غرّق العراق به فليعلم من انتخب المالكي انه لا يستحق إن يكون مرشحه سجينا مدفونا في زنزانته منذ زمان الملك غازي !
وان كان يعلم جيدا بكل هذا السفال الذي تلاطمت امواجه واكتسحت كل قيم العراقيين وشرفهم وكراماتهم فما هذا الا دليل واضح لاستخفافه بعقول العراقيين عامة لانه ينكر واقعا موجودا مؤثرا له اثاره التي بانت وطفت على سطح كل الجوانب سواء السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية أو الاعلامية أو الدينية أو غيرها .
فهو اما يعلم واما لا يعلم فأن كان لا يعلم فتلك الطامة الكبرى , وان كان يعلم فالطامة اكبر لانه زيّف وشوّه الحقائق على من ثق به ومن لم يثق به اصلا ممن تسلط على رقابهم واموالهم ...
لاننا نراه الان بعد كل تلك الادعاءات والعنجهيات التي تبجح بها ذهب ذليلا اسيرا مكبلا بقيود مؤامرات الايرانيين وجلس مكتوف الايدي لا يحرك ساكنا مصفر الوجه مذبل الشفاه مطأطأ الرأس محدودب الظهر امام الرئيس الايراني ومرشد الحكومة الايرانية اللذان اجلساه من غير علم دولة العراق المعبر عن الانتماء الرسمي , على الرغم من تصريحات الناطق الرسمي بأسم الحكومة العراقية علي الدباغ والتي اشار فيها إلى ان الزيارة كانت رسمية لانها تمثل وفد حكومي يترأسه رئيس الوزراء !
في الوقت نفسه كان ممن ذهب إلى طهران هو نصار الربيعي الذي لا يحمل عنوان جهة حكومية ولقاء المالكي بعلي خامنئي المرشد الاعلى لحكومة ايران الغير منطبق عليه عنوان حكومي دليل على إن الزيارة لم تكن على اساس حكومي وان ما على اساس عقد اتفاقيات وصفقات بين المالكي ونصار والخامنئي , ولو كان الوفد حكومي لكانت زيارة المالكي متعلقة برجال الحكومة المنطبق عليهم العنوان الحكومي غير الخامنئي المفتقر لذلك .. مع الاخذ بنظر الاعتبار لقاء المالكي مع مقتدى الصدر الذي لا يمثل اي عنوان حكومي هناك !!
فهنا على كل عاقل إن يتساءل بعض التساؤلات ومنها :
1- مالذي اجبر المالكي على سكوته حينما اجلسوه الايرانييون مسلوب الكرامة والجهوية والرسمية ؟!
2- مالذي كان يبتغي تحصيله المالكي من القادة الايرانيين مقابل ذلك التنازل الذليل ؟!
3- ماهي الغاية الحقيقية التي دفعت بالمالكي لان يسافر إلى ايران ؟!
وغيرها الكثير من التساؤلات التي كلها تكشف عمالة رئيس وزراء العراق والقائد العام للقوات المسلحة العراقية , فالامر واضح على إن السيطرة الايرانية وصل بها الحال إلى ضياع رئيس الوزراء في دوامة الايرانيين والالتفاف عليه من قبلهم ولم تقتصر السيطرة على المؤسسات أو مجالس المحافظات وغيرها فحسب بل امتدت إلى اقوى منصب وصاحب اوسع صلاحيات بالحكومة .
فلو كانت ايران لا علاقة لها بتشكيل الحكومة العراقية كما ادعى المالكي مسبقا , وان الحكومة تُشكل بمطلب جماهيري وشعبي ووطني خالي من المصالح الشخصية ومصالح دول اقليمية , والعراق دولة مستقلة لها استقلالها وكرامتها والقرارات فيها تكون نابعة من منطلقات وطنية شريفة لما احتاج المالكي ان يتحمل كل تلك الاهانات بل الزيارات اصلا ومشاقها وما ترتب ويترتب عليها .
فماهو تفسير إن ايران تدعم المالكي وان امريكا أيضا تدعمه وسوريا تريده وغيرها ... فهل هذه الارادة التي اتت للدول من حرصهم على العراق وشعبه وماءه وهواءه ... ؟!
ام انها كلها تدخلات وصفقات واتفاقيات ومطالب تُملى على رئيس الوزراء خاصة والحكومة عامة بلا شك .
فمن خلال ذكر تلك الشواهد اردت إن اثبت الاستهانة التي عند المالكي بالشعب العراقي وانه غير مهتم للجميع سوى نفسه وكرسيه الذي يعلم علم اليقين انه مجرد ما ينزل منه ويعطيه لغيره سيتم التوقيع على اعدامه بالفور واذا كان كذلك فكان لزام عليه إن يضحي بالشعب وإرادته وأصواته .
والمسألة الاخرى التي لابد للجميع إن يلتفت اليها هي إن من ضمن تصريحات المالكي التي أدلى بها مرارا وتكرارا سواء بصورة مباشرة ام غير مباشرة وهي خروج ما يسمى بــ (جيش المهدي ) وتمردهم على القانون وانهم ميليشيات سفكت دماء العراقيين ونهبت أموالهم وحلالهم واغتصبت نسائهم وهم قتلة مجرمون ...
فكيف ألان يأتلف مع قادة هذا الجيش أو التيار الممتلئ بالعصابات والتي شاركت مشاركة فاعلة في تأجيج الحرب الطائفية في البلاد ؟
فهذا لوحده دال على ان صولة المالكي لم تكن من اجل الناس المساكين والمتضررين والانتصار لهم بل كانت ضمن سلسلة تخطيطات ما قبل انتخابات مجالس المحافظات من اجل كسب جولة الانتخابات والدليل على ذلك هو بعد إن انتهى الدور الفعلي لتلك الصولة وتحقق الذي اراده المالكي نراه الان يلتف عليهم ويصافح اكفهم وينوي تسليمهم وزارات في حكومته المقبلة إن وجدت !
http://www.aklamkom.com/vb/showthread.php?t=22225