عرب كركوك والرهان الوطني
محمد الرفاعي
الثلاثاء، 19 تشرين الأول، 2010
لا تستغرب فكل شيء يمكن أن يكون له واقع في العراق المخدوع والمقتول والمباع بلا ثمن. الأسباب عديدة ومتنوعة وغير متشابهة أحيانا. فمرة يكون السبب القومية ومرة بسبب الجغرافيا ومرة بسبب التاريخ والأخطر والأنتن والأقبح بسبب الطائفية. ومن المؤسف أن اغلب العراقيين يساقون إلى الهلاك بدون وعي أو إدراك. وهذا ما يؤلم المثقفين والوطنيين الأحرار حيث اعتقد إنهم يشكلون الأقلية في المجتمع العراقي هذه الأيام . كما هو متوقع. النتائج والمآسي التي حصلت وستحصل في المستقبل القريب. كما هو متوقع .
فلو نظرنا ودققنا في الواقع العراقي. ودققنا في المصطلح السياسي. كماهم يقولون احتل العراق والأسباب واضحة لدينا ولكل الشرفاء والوطنيين. ومضت ما يقارب الستة اشهر الأولى . والعراقيين يعيشون بسلام في كل أنحاء العراق من الشمال إلى الجنوب. ولكن فجأة بدأت الشرارة.
اعلموا أن الشرارة بدأت من شمال العراق الحبيب حيث دخل الإخوة الأكراد بكل قوة إلى المناطق الغربية من العراق ونهبوا الدوائر والمؤسسات الحكومية وقتلوا البعض ممن هم محسوبين على النظام السابق . فرد الهالفوضى.ع والمأجورين من المناطق الغربية لقتل وتشريد وتهجير المواطنين الأكراد والتركمان بكل قوة مع معارضة الوطنيين وشيوخ العشائر منهم .ولكنها الفوضى.
ثم بدأت المرحلة الثانية . حيث قام المأجورون من المناطق الغربية بقتل وتهجير وتشريد أبناء المذهب الشيعي من المناطق الغربية. ثم بدأت المرحلة الثالثة . وهي تطبيق قانون أو مادة (140) في ما يخص قضية كركوك . حيث تم تحت التهديد المبطن التعويض المالي بمبلغ عشرات الملايين لكل من يترك كركوك ويهاجر إلى محل طائفته التي ينتمي إليها . وتحت التهديد والتضييق عليهم من اجل إجبارهم على قبول المال والهجرة إلى خارج كركوك. وبالمقابل نزوح عدد كبير جدا من الإخوة الأكراد من تركيا ومحافظات العراق الكردية السليمانية واربيل ودهوك . إلى كركوك وبناء المستوطنات الجاهزة بشكل مفاجئ وسريع . وقاموا بمنح السلف والأموال التي خصصت لمن ينزح إلى كركوك للإعانة المادية التي يحتاجون إليها . حتى أن المرأة الكردية لا يتم توليدها في محل سكناها بل تأخذ بالإسعاف إلى محافظة كركوك كي يتم إنجاب وليدها هناك كي يسجل كمواطن من مواليد كركوك . لزيادة عدد الأكراد فيها. وهذا ما يضمن استلام بيان ولادة من كركوك . إلى هنا نتوقف ونضع النقاط على الحروف.
من هو المستفيد من هذه الأحداث والفوضى في المناطق العربية في كركوك أو ما يحيط بها من المحافظات كالموصل وديالى وصلاح الدين والرمادي وأقول حتى بغداد؟ لنكن نبيهين ونمسك برأس الخيط لنصل إلى الحقيقة والطريق السليم. وقبل أن سنين.رأس الخيط يجب أن نعلم أن إسرائيل لديها سفارة في شمال العراق قبل احتلال بغداد . منذ عدة سنين . ويجب أن نعلم أنها تدفع إلى إقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق . للضغط أولا على تركيا بالدرجة الأولى لتضعفها وتشق عصى وحدتها القومية. باعتبار أن عدد اكبر الأكراد يسكنون في تركيا. وفي ذلك المشروع محاصرة لإخواننا العرب في المناطق الشمالية وخاصة عرب كركوك والموصل وديالى .
فهم ين أمرين إما أن تقبلوا مرغمين بالدولة الكردية ويكونون فيها أقلية مضطهدة في كل الأمور والأوقات. وان يكونوا في أحضان تركيا وإيران أو القوات المحتلة ولكن بأيدي مخابراتية غير واضحة للعيان .
وطبعا إن الأساليب متعددة الطرق ملتوية وتحت الخفاء لا تظهر للعيان ولا يمكن أن يراها إلا المثقفين الوطنيين فقط. لأن الآخرين (صم بكم عمي لا يبصرون) وهذا هو المؤسف والمؤلم في الحقيقة.
وأقول لو إن العرب احتفظوا بإخوانهم الأكراد أو التركمان وعرب الجنوب في مناطقهم واحترموهم لكانت المعادلة اليوم تختلف تماما ولكنهم وقعوا في الفخ ولا زالوا يقعون وسيخسرون أكثر إن لم ينتبهوا جيدا. ولهذا أقول إن على عرب كركوك دور كبير في الحفاظ على سلامة العراق من التقسيم والتجزئة على يد الأكراد وبعض المرتزقة . فانتبهوا ولا تقعوا في الفخ مرات ومرات واحذروا أصحاب العمالة الدناءة والفسوق ومعدومي الضمير . واستقروا بأرضكم واعتزوا بها وبوطنيتكم وتآلفوا مع شعبكم من الشمال إلى الجنوب بكل قومياته وأديانه واتجاهاته . من اجل وطنكم العراق ومحافظاته العزيزة كركوك والموصل وغيرها . فنحن نراهن على وطنيتكم ...
منقول
http://www.aklamkom.com/vb/showthread.php?t=22002